Monday, May 26, 2008

الأدب الذكوري والأنثوي يفتح شهية الشعراء للحديث


لم تعد المرأة بطلة من بطلات الرواية انّما هي قارئة بامتياز اذ يؤكد الناشرون أنّ 70% من قارئي الروايات هنّ من النساء فكيف لا يتمّ التحيّز لهنّ بهدف الارضاء؟ خصوصا"في واقعنا العربي الذي ما زالت فيه المرأة قضية وما زال للمرأة دور مختلف تفرضه عليها أنوثتها. اذا" أليس من الطبيعي أن تأتي كتابات المرأة مختلفة وممهورة بملامحها وأنفاسها مما يميّز أدبها ويعطيه نبرة" منفردة ربما فيها صراخ مكبوت أو قراءة مختلفة للقضايا أو محاولات للتفلت من القيود والانطلاق نحو الأفق الأوسع حرية"؟
طرح هذا الموضوع مع العديد من المثقفين والأدباء أكثر من مرّة وكثيرون منهم يرفضون أن يكون هناك فصل بين أدب نسائي وأدب ذكوري لأنهم يعتبرون الأدب الأنثوي جزء" لا يتجزأ من حركة الأدب العامة ولا ينفصل عنها لكنه له خصوصيته التي تميّزه بالموضوعات وطريقة المعالجة.
وبين الواقع الاجتماعي والنفسي للمرأة ومسؤولياتها العائلية والانسانية والعاطفية من جهة والمغامرة والاقدام والجرأة في الكتابة من جهة أخرى هل اختلفت المرأة عن الرّجل في الأعمال الأدبية التي قدمتها؟

هدى النعماني:
المرأة تلد الأدب ....وينقصها شجاعة نزار قباني

تتساءل الشاعرة هدى النعماني لماذا تخيف هذه القضية النساء وترضي الرجال فالمرأة مختلفة عن الرجل بل هي أجمل منه في تكوينها العضوي والجسماني وكل هذا الجمال تجمعه المرأة في داخلها ثمّ تلده الى العالم أدبا" جميلا" ومتميزا".
في هذا العصر هناك شعر أنثوي يمتاز عن الشعر الذكوري لأن الزمن الذي نعيش فيه جعل المرأة مليكة في السياسة والاجتماع والثقافة فكيف لا ينعكس الأمر على الأدب؟
وتتابع: طبعا" هناك اختلاف في النظرة الى الأشياء بين الرجل والمرأة وهذا الاختلاف فطري وطبيعي ولا يدّل على ضعف المرأة أمام ابداعات الرجل. ويمكن للمرأة العربية أن تعبر عن نفسها أكثر مما يعبر الرّجل عنها اذا تمتعت بشجاعة ابن أبي ربيعة ونزار قباني وغيرهم من الذين كان لهم عين ثاقبة لكنهم كانوا يتقمسون عين المرأة حين يكتبون عنها.
في الماضي كانت المرأة تثور لقضاياها الخاصة كالتحرّر والتعلّم وغيرها أما اليوم فقد أخذت المرأة حقها من خلال الأدب الذي عبرّت فيه عن احتياجاتها ورغباتها ومعاناتها الى درجة تدفع بالرّجل الى الى التشبه بمبدعات هذا العصر.



رفيق نصرالله:
أعبرّ عن رجولتي حين أكتب

بالمقابل يرفض الكاتب رفيق نصرالله هذه التسمية لأن بعض الكاتبات كتبن في مراحل من حياتهن بأسماء ذكورية ولم يكتشف أحد ذلك .فالمرأة تستطيع أن تعبرّ عن هواجسها في قصيدة أو لوحة أوعمل مسرحي من دون أن تتخفى وراء" قناع الأنثوية" لأن المرأة حين أثبتت حضورها على ساحة التبدلات في مجتمعاتنا العربية بدأت نتاجاتها الابداعية بالظهور.
يجب أن نسلّم جدلا" أن المرأة قضية بحدّ ذاتها ولكن يمكن للرجل أن يكون جزء" من هذه القضية كما فعل قاسم أمين. ومع ذلك فأنا أعبر عن رجولتي عندما أكتب أكثر مما تعبرّ المرأة عن ذلك وهي أقدر على التعبير عن أنوثتها أكثر ممّا يعبر الرّجل عنها.

الياس لحود:
المرأة العربية .....ماركسية
أحلام مستغانمي عرّت الجسد

يعتبر الشاعر الياس لحود المرأة العربية ماركسية فهناك ازدواجية في خطابها بين ما تعبرّ عنه في كتاباتها و ما تعيشه في حياتها والدليل على ذلك أن الكاتبات العربيات ينظرن الى الكتابة على أنها حصيلة شهادة جامعية وهذا يدّل على أنها تشرف على الكتابة من خلال مفهوم "القارئ والمقروء" وليس من منظور الرغبة في الكتابة.
يؤكد لحود أن المرأة العربية تشبه الرجل العربي لأنها لم تكتشف حتى اليوم جسدها فأخطأت حين كتبت عن الجسد ورغباته ولجأت الى تعريته وفضحه فجاءت الكتابات الأنثوية في سياق أن المرأة وجسدها شّر لا بدّ منه فكتابات ادوار خرّاط فيها اعتزاز بجسد المرأة أكثر مما نلاحظه في "ذاكرة جسد" لأحلام مستغانمي.

حمزة عبود:
الرجل يتبرّج كالمرأة

يسخر الشاعر والكاتب حمزة عبود من الذين يحرّمون الأدب ويشتمون الأدباء مدّعين أن الأدب هو مجال للبوح بالمحظورات وهذا يعكس عجز المجتمع عن التطور ومع ذلك فالنص الأدبي لا يحدّد ملامحه وقيمته ونوعه جنس الكاتب بل انّ النص هوالذي يحدّد ذكورية الأدب أو أنثويته. فكتابات احسان عبد القدوس في الستينات ذكورية لأن فيها محاولة لاعادة دور الرجل المفتقد في علاقات استبدادية مقابل ما قدّمه عدد من الكاتبات العربيات اللواتي كتبن بلغة زجاجية ليس عن المرأة كما هي بل عن المرأة التي يحلم بها الرجل لذا يعتقد عبود أن المرأة فشلت في تقديم نفسها وفشل الرجل أيضا" في تقديم نفسه في أدب الستينات لأن كل منهما لجأ الى التبرّج قبل تقديم صورته الحقيقية ومع ذلك فانّ ما يكشفه الرجل عن المرأة وما تكشفه هي عنه يبدو أكثر تعبيرا" عن حقيقة كل منهما . ورغم وضوح هذا التمايز لكنه لم يشكل منحى ثابت حتى يومنا هذا.
ويشير عبود الى أنّ قيمة النص الأدبي هي في قدرة الكاتب على اخفاء دوره في كتابة النص أي اخفاء الذكورية أو الأنثوية التي تقف وراء هوية الكاتب وهو ما يسمى بالتخفي الرمزي.


صباح زوين:
لا أعتقد أنّ المراة أضافت شيئا" الى الأدب
الخليجيات بالغن في كتابة الروايات الجنسية

الشاعرة صباح زوين تنتقد بشدّة ظاهرة الروايات الجنسية لبعض الكاتبات ولا سيّما ما نراه عند بعض الروائيات الخليجيات وذلك ليس تحرّر بل تبعية ومحاولة لاصطياد الشهرة والانتشار الاعلامي لأن هذه الكتابات مادة تثير القارئ المكبوت. فهذه الكتابات لا تشبه الايروسية حتى والتي لا أنكر أنني ألجأ اليها في أشعاري لكنني أمارسها بنزاهة أي أنني لا أظهر أي عضو من اعضاء الجسد.
اليوم اصبح الروائيون في العالم العربي أكثر من الروائيات في الوقت الذي كانوا فيه في الماضي منكبين على الشعر وهذا يعكس تغيّرا" سيكولوجيا" عند الرجل للتعبير عن ما استجد في صورة المرأة في ذهنه أو الصورة التي يريد للمرأة أن تكون فيها.
لا أعتقد أنّ المراة أضافت شيئا" الى الأدب الا القليل لأن الرّجل ما زال هو المسيطر منبريا" واعلاميا" ودعائيا" فالمرأة الكاتبة ما زالت بحاجة لحماية الرجل ذي المنصب أو النفوذ فتكون مقلّدة للرجل في الأفكار والأسلوب وكل
كاتبة تتحرّر من هذه التبعية فمسيرتها صعبة وقد تحارب أحيانا" فكيف سيتميز أدب المرأة عن أدب الرجل؟
خاص جريدة الجريدة الكويتية
حوار :رويدا مروه

No comments: